ماذا يحدث في المحيط الأطلسي الشمالي من ظواهر تدق ناقوس الخطر

إعداد و تأليف: Harry Bryden
ترجمة عن الفرنسية: بـــــدر العلي "Badr AL ALI" من بــاريس.- طالب دكتوراه في علوم المحيطات.

ماذا يحدث في المحيط الأطلسي الشمالي من ظواهر تدق ناقوس الخطر؟
نُشِِر في مجلة الطبيعة (Nature )، في شهر نوفمبر لعام 2005، من قِبل علماء بريطانيين إن معدل تدفق تيار الأطلسي الشمالي انخفض بمعدل 30% منذ منتصف هذا القرن.
يُعتَبر هذا التيار الناشئ عن تيارGolf Stream من التيارات القوية والمعروف بدوره كمكيف للقارة الأوربية ( Radiateur de l’Europ )، كما يُعتَبر عنصر أساسي في حلقة دوران مياه المحيطات ليس في النصف الشمالي للكرة الأرضية فقط بل على مستوى كرتنا الأرضية.
ما هو تيار الأطلسي الشمالي؟
الاسم العلمي المعطى لهذا التيار معروف بأحرف بداية كلمات انكليزيةNAD( ) . عُرف هذا التيار ، منذ القرن 19، بنهر « Chaleur Marine » العملاق المتولد داخل مياه خليج المكسيك المدارية، و يصعد بعد ذلك نحو الشمال باتجاه شواطئ أوربا ويتفرع عنه تيار يتجه نحو مركز المحيط الأطلسي الشمالي.
في وسط المحيط، في جنوب ايزلندا، يوجد شبكة معقدة لحركة دوران هذه الكتل المائية الدافئة دائماً. جزء منها يعود ثانية نحو الجنوب عبر ممرين ضخمين:
_ إما عبر ممر إفريقي استوائي عملاق.
_ أو يساهم في دعم الحركة الدورانية التي تقود هذه الكتل المائية إلى مهدها المداري في خليج المكسيك.

يقوم تيار الأطلسي الشمالي بنقل الكتل المائية المدارية نحو المياه قرب القطب في عرض مياه النرويج وغرينلاند، و يتميز بمساره الطويل و مليارات غيغاوات من الطاقة، و هو يلعب دور المكيّف للقارة الأوروبية، عندما ينتقل نحو الشمال على امتداد شواطئها الشمالية، و هذا يفسِّر الشتاءات القارثة شرق كندا واعتدالها في غرب أوربا.
لكن السؤال المطروح على الساحة العلمية: ما هو منشا و مستقبل هذا التيار الصاعد بعد أن يصل إلى نهاية مساره؟
إن انجذاب تيار الـ- NAD- نحو الشمال يؤدي إلى برودة المياه تدريجياً خلال مسارها إلى مناطق قرب القطب الشمالي. في هذه اللحظة، انخفاض درجة حرارة المياه يسبب ارتفاع كثافتها، كما تنخفض ملوحة هذه المياه عندما تمتزج مع المياه العذبة و الباردة الناتجة عن ذوبان الكتل الجليدية في القارة القطبية الشمالية، وبالتالي حدوث عملية ضخمة لغوص هذه الكتل المائية نحو قاع المحيط الأطلسي الشمالي، في عرض النرويج و على طول سواحل غرينلاند. هذه المياه تساهم في تشكيل مياه قيعان المحيطات على هذا الكوكب.

خطورة انخفاض معدلات التدفق:
إن إعلان فريق البحث بقيادة Harry Bryden ، من المركز الوطني لعلوم المحيطات في ساوثامبتون بانكلترا، أثار صدمة قوية. من خلال رحلة علمية قام بها باحثون بريطانيون، في عام 2004، لقياس الملوحة ودرجة الحرارة لمياه الأطلسي في مستوى خط العرض N° 25 ومقارنتها مع معطيات أربع برامج بحرية سابقة مشابهة في أعوام (1957، 1981، 1992، 1998). حيث لاحظ الباحثون أن معدل تدفق مياه الـ NAD انخفض من 20 مليون م3/ ثا في 1957 إلى 14 مليون م3/ ثا في 2004 (أي حوالي 30%).
كما أكد الباحثون خلال اجتماع الاتحاد الأوربي للجيوفيزياء (EGU)، في بداية 2005، على تراجع المنطقة الفعّالة عادة في بحر غرينلاند خلال شتاء 2004، مشيرة إلى تراجع في تشكل مياه الأعماق.
إذًا فهذه الظاهرة تحتاج لمتابعة الأبحاث للوصول إلى حقيقة هذه الظاهرة وما هو سببها وخطورتها على مناخ الكرة الأرضية البحرية منها والقارية.

المراجع:
1) Harry L. Bryden, Hannah R. Longworth, Stuart A. Cunningham. 2005. Slowing of the Atlantic meridional overturning circulation at 25° N. Nature: 438, 655-657.
2) National Oceanography Centre, Southampton (UK). www.noc.soton.ac.uk/
3) Site de Harry Bryden : http://www.soc.soton.ac.uk/JRD/HYDRO/hlb/
4) Projets européens Convection (Greenland Sea Convection Mechanism and their Climatic Implications): www.damtp.cam.ac.uk/user/ak283/.
5) - RDT info n: 48 février 2006.