برامج الكمبيوتر في دور "القاتل الندل"
مما لا شك فيه أن التقدم المتسارع في عالم الكمبيوتر يدعو للدهشة؛ فقد تسلَّلت برمجيات الكمبيوتر في وقت قصير إلى جميع مناحي الحياة الحديثة، وكما أن لهذا التطور إيجابياته، فإن له سلبيات قد تكون في بعض الأحيان "قاتلة". والمشكلة أن البعض قد جعل حياته وقراراته في الحياة رهنًا بآلات "تتغابى" أحيانًا وإن بدت شديدة الذكاء. فقرارات الحروب تحكمها الأزرار، وأمور الاقتصاد تتحكم فيها أرقام تومض وتختفي فوق الشاشات الزرقاء، وكل ما يحيط بنا تنظمه الرموز، وكل أعمارنا بما فيها من فرح وحزن وانتصارات وانكسارات تتحول إلى رموز تختفي في ربوع ذلك العالم العجيب.
وترجع المشكلة تحديدًا إلى أن التطور الحادث في برامج الكمبيوتر Soft Ware أقل –كما يرى المراقبون– إذا تمت مقارنته بذلك الحادث في عتاد الكمبيوتر Hard Ware، فتلك البرامج التي تتواجد حاليًا على الساحة لا تعمل دائمًا بكفاءة عالية ولا يمكن الوثوق بها، وقد تؤدي لضياع ساعات كثيرة من الجهد والمال إذا أصابها العطب فجأة. لكن الأخطر من ذلك أنها قد تتسبب في الكثير من الكوارث التي تدعونا دائمًا لأن نتوقف قليلاً قبل أن "نفوض" أمرنا للآلات المبرمجة.